-A +A
صالح زمانان
ها أنتَ طريدٌ

تُهرولُ خلفكَ أعمدةُ الإنارةِ


وتتقصّاكَ أشجارُ البلاستيك

عرباتُ الحديدِ تشتهي دمك

ضائعٌ

في الأيامِ الدائخةِ

كلُّ هذا حدث

لأنّكَ فتّشتَ صور العائلة

وأنتَ أعزلُ وبلا حصانة

وجدتَ صغيرًا

لا يُشبهكَ أبدًا

ويحملُ اسمك الرباعي

جالسًا بين أمكَ وأبيك

أغلقتَ ألبوم الصور

وصرتَ يومها من الطرائد

تفعلُ ما لا يثيرُ الغرابة

تحملُ الملح والخيزران

وتلبسُ ثيابًا رائجةً

في مدنٍ كثيرة ومتشابهة

ها أنت طريدٌ

في زمن الأحزان النازفة

ليس لك وداعٌ ولا عودة

لن تتذكرَ وجهكَ

الذي ضاعَ منكَ للأبد

في بلادٍ غامضة وسرّية

بين مياه الله

وجثث الوحوش والأيام